مرحــبــا بـــكــمــ
اخواني اخواتي
عندما يعطيك شخصا المساحة الأكبر من قلبه ، ويمنحك الجزء الأوفر من وقته ، ويهبك المكانة الشاسعة من فكرة .
لتجد نفسك تسيطر على قلبه فلا يرتاح إلا بك ، وتتحكم في وقته فلا يهنا إلا معك ، وتتغلغل في ثنايا روحه فلا يطمئن إلا بوجودك .
وعندما تجد لهفته على أي اتصال منك ، وترى الفرحة ترتسم على وجهه في كل لقاء بك .
وتشعر بخوفه عليك في أي اتصال لا ترد عليه ، وتشعر بحزنه في أي الم تشعر به ، وترى دموعه في أي موقف مؤلم تتعرض له .
هنا تشعر بأنك ملكت العالم بأسره ، بل وحزت من المكاسب أعلاها ، فاكتفيت به عن سائر الناس ، واستغنيت بوجوده عن كل البشر .
فأصبحت روحكما مع الأيام تندمج في جسد واحد ، وأحلامكما تتوحد في ذات الطريق ، وأحزانكما تسير في نفس الاتجاه .
فصرتما قلبا واحد في جسدين ،وفكرا واحد في شخصين ، وحتى صوتا واحد في لسانين .
وفجأة تشعر بثقل اتصالاتك عليه ، وفتور حديثه معك ، وبرود مشاعره اتجاهك .
فتشعر من صمته بعده عنك ، وتلمس من حديثه عدم إحساسه بك ،
وتلمح من نظراته رفضه لك .
بعد أن أخذ المساحة الأكبر من قلبك ، واحتل كل فراغات حياتك ، وكأنه في غيابه
غاب الناس ، لتجرب معنى الوحدة لأول مره ، وتتجرع كأس مرارة الألم في كل لحظة ، وتجد في دفاتر الذكرى سلوه .
تصارحه لعلك تجد للبعد سبب ،وللهجر من علل ، وللإهمال من حجج .
ولكن تجد الأعذار هي ذات الأسباب التي كان يعلل بها اتصاله بك ، وتجد الحجج هي نفسها التي كان يبرر
لقائه معك .
وبعد أن تفقد الأمل به ،وتستنفذ كل الطرق في رجوعه ، وتشعر بالألم من استمرارك معه . تقرران تتركه
للأبد .
لعلها ترتاح نفسك من ألم إهماله ، ولعلها تندمل جروحك ببعدك عنه ،وتنسيك الأيام مرارة هجره .
ورغم بعدك عنه تجد أمواج الشوق تقذفك عليه ، وتجد حنين ذكرياتك ياخذك إليه .
لتترقب عودته رغم مرور الأيام ، وتتأمل أن ترى وجهه في أي مكان ، وتحلم أن تسمع صوته مع رنين أي
هاتف .
تسأل نفسك لما تركني أعز الناس ؟
لتجد
في ثنايا كتبك قصاصه ورق لا تعلم لماذا تحتفظ بها مكتوب عليها؟ ( إذا تركك
اقرب الناس إليك فذلك يرجع لسببين أحدهما أنه وجد إنسان أخر تعلقت عواطفه
به ، فلم يعد لك مكان في حياته ، ولم يعد لك وجود في قلبه .
والسبب الآخر أنك بالغت في حبك له ، وتقديرك لشخصه ، لحد انه ضمن مكانه في قلبك ، وتيقن قدرة في
نفسك ).
تسال
نفسك أي الحالتين ينطبق على حالك ، وأيهما يفسر واقعك ، وهل يعقل أن يكون
هجره جزء حبك ، و يكون إهماله مقابل حرصك ، سهولة تخليه عنك بقدر صعوبة
بعده عنك .
عندما يتغير أغلى الناس ويترك لك بقايا ذكريات ، وعواطف تتأرجح بين الشوق حين والكرة حين ، وأوهام
هائمة بلا دليل .
، هل تلوم مشاعرك التي تدفقت بلا حساب ، وأعطت بلا مقابل ، ووهبت دون أن تأخذ.
أم تلوم عقلك الذي لم يحسن لاختيار ، ولم يحسب النتائج ، ولم يتمعن بالعواقب .
مساحة حرة لقلوبكم ..