قد يستغرب البعض
هل هناك حدود في علاقتنا مع الأشخاص المقربين
حتى وإن كانت العلاقة حميمية كالأزواج والأصدقاء مثلا ؟!
نعم هناك حــــــــدود
وهناك عبارات متداولة من قبيل أنا وأنت واحد ،
ونحن روحين في جسد..الخ ،
وبرغم سعادتنا بها ورغبة قائلها لنا في توضيح عمق علاقته بنا
إلا أنها غير صحيحة وصعبة التطبيق
وحتى في حال وجودها فهي مسيئة للعلاقة وتجعلها غير صحية..
فالعلاقة الصحية هي العلاقة التي فيها قرب ولكنه معقول..
بمعنى ليست بالمسافة الكبيرة التي فيها جفوة وتعيق التواصل ،
وليست بالقريبة جدا والتي تؤدي لمشاكل التملك والغيرة والشك
وإدمان التعود والسيطرة وخلق الاعتمادية و..الخ.
إنها مثل خطوط الطول ودوائر العرض..حدود وهمية ولكن
على أساسها تبنى العلاقات بين الأفراد، وتنتظم بما فيه مصلحة الطرفين.
إننا مهما أحببــــــنا كيف تكون حدووودي معهــم!! الطرف الآخر
وتمنينا قربه واعتقدنا بأننا الأعرف بمصلحته،
إلا أنه يظل كيانا منفصلا عنا شئنا أو أبينا
مهما عاشرناه طويلا وامتدت بنا حياة مشتركة.
ولكن كيف أعرف أن حدودي قائمة و صحيحة ؟! ..
أعرف ذلك إن كنت حرا في العلاقة ولست مقيدا برغبات الطرف الآخر
مني في العلاقة وتحكمه في وقتي وشؤوني..
تكون صحيحة إذا كان فيها توازن بين الاستقلال والانتماء..الأخذ والعطاء.
تكون صحيحة عندما أظل أنظر للحياة من خلال ذاتي وواجبها علي..
لا من خلال ذات الطرف الآخر وشؤونه..
وأخيرا عندما أشعر أن وجود هذا الطرف يثري حياتي ويجعلني أكثر سعادة ..
وفي نفس الوقت وربما لأي سبب كان.. لن أكون بدونه تعيساً
أو تفقد الحياة معناها بالنسبة لي.
وفي اعتقادي أن أحد أسباب المشكلات في علاقاتنا،
هو الخطأ في رسم الحدود أو حتى غيابها من أذهاننا أصلا!.
لكـــــم ودي