السعادة وسورة طــه
هدف سورة طه تعرفه من بدايتها
:" طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) "
معنى هذا أن الإسلام هو منهج السعادة فلا شقاء مع الإسلام ..
معنى رائع ومفهوم جميل .. تعالوا نتعايش مع سورة طه بهذه المعاني ؟؟
تبدأ السورة بمقدمة رائعة تأسر القلوب بكلماتها فالقرآن هو سبب السعادة..
ومن عند من ؟؟
[size=undefined]من عندالرحمن فدين الرحمن لن يكون سبباً للشقاء ..
"تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)"
وتعرض الصورة نموذج موسى عليه السلام نموذج الصعوبات الشديدة في الحياة ..لكنه محاط بعناية الله ورعايته ..
وكأن هذه المعاني تخبرنا بأن الحياة لن تكون كلها أحلام وردية بلا مشاكل أو أحزان بل الحياة مليئة بالعقبات..
ولكن هذه العقبات لا تسبب النكد والكآبة والهم والغم وضيق الصدر ..
لأن المؤمن موصول بربه مستعين به وراضي ..
وقصة موسى تحمل في آياتها ملامح رحمة ربنا في وسط صعوبات الحياة وشدتها ..
حتى دعاءه حمل معاني راحة الصدر والتيسير ..
قال رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) "..
وننتقل إلى موقف السحرة فهم قد تعرضوا لإيذاء شديد
[/size]
من فرعون ..
ومع ذلك لم يكونوا في شقاء بسبب راحة الإيمان ..
إنها سعادة تفيض من الآخرة إلى الدنيا .. فهي السعادة الحقيقية ..
" قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا
فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)
وحين وصلت السورة إلى قصة آدم وحواء ركزت على هدف السورة من جديد ..
" فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) "
وبينت أسباب السعادة في الجنة..
"إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118 )
وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119)"
ولقد تكررت كلمة الشقاء في السورة ثلاث مرات :
" مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2)...
فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) ...
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)"
فصور كل معاني الشقاء في البعد عن الله ومنهجه ..
فالسعادة كل السعادة في التقرب من الله ..
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)"
وقمة السعادة أن ترضى عن نفسك وعن حياتك وترضى عن ربك وتحس برضاه"
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ
الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ
وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)"
فتسبيح الله وذكره وسعادته هم السبيل إلى أعلى مراتب السعادة وهي الرضا ..
فما السعادة سوى الشعور بالرضى المحروم منه كثيرون بالتلذذ بشهواتهم ومتع الدنيا ..
وإذا ما ابتلانا ربنا فلأنه يحبنا ويريدنا أن نعود إلى طريقة ..
فإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه ..
والله يبتلي الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ..
مفهوم السعادة يختلف حسب تقيمنا للسعادة ..
من أجل ماذا أنا أريد السعادة ؟؟
[size=undefined]وما هو الشيء الذي من الممكن أن يشعرني بالسعادة ؟؟..
ربما تكون السعادة مبطنه في أمر عجزت عنه رؤيتك البشرية القاصرة ..
فإذا كانت الحياة لا تساوي جناح بعوضه عند رب العزة والجلال
فلماذا نحن نعطيها أكبر من قيمتها ؟؟..
لماذا ننساق خلف الغزو الفكري للسعادة من حب الدنيا والجمال والمال والمركز والجاه ؟؟..
فمفهوم السعادة في مفهومنا الحاضر محصور في الأنا والدنيا .. وهي أبعد ما تكون عن السعادة ..
سعادة الدنيا .. هي سعادة مؤقتة لا تدوم ..
يجب على كل إنسان أن يراجع نفسه ومصدر سعادته ..
المفتاح الرئيس للسعادة هو في فهم أن الخيرة فيما اختاره الله فإذا حصل عكس ما نريد بعد الأخذ بالأسباب والاستخارة..
فلأن الله قد اختاره فهو سر سعادتنا..
فكل ما تشعر بأنك تخسره بالدنيا ستجده أضعاف مضاعفة عند الملك الكريم ..
يجب على المؤمن أن يكون حكيماً يستخرج السراء من الضراء فلا ضراء من الله
ولكن بنظرتنا القاصرة عن الفهم والإدراك، فلكل موقف عبرة كتبها الله لنا
والعاقل الحكيم .. من يستطيع أن يعيش بسعادة ..
ويارب يسعد الجميع يارب
د