موضوع: لن أقول لك إقرأ السبت مايو 11, 2013 9:25 pm
* لن أقول لك اقرأ، أو حاول أن تفتح كتابا، فأنا لا أحب الأوامر حتى من أجل فتح الباب وعلى إثر الأمثال أقول «إن القراءة كنز لا يفنى».
في كل المواسم نحتاج أن نجدد عهدنا بالقراءة، ففي كل حين قد نكبر إنشا وقد نصغر أشبارا، لأن مواقف الخبرة ما ان نكون في بدايتها حتى تتفاقم حاجتنا لتطبيق ما قرأناه وهذا يلزمنا قراءة متتالية متلازمة ما إن تفتر حتى تستعيد رباطة جأشها وقوة بأسها الفتاكة. القراءة مهارة واختيار الكتاب فن يسبقها، فمتى ما أجريت ذوقك وحسك كانت قراءتك أزكى وأطهر، ومتى ما طهرت قراءتك كانت استفادتك واضحة لا يشوبها سرهان ولا عطل. نقول ذلك لأن الكتابة مولودة من رحم القراءة، وصلاح الحرف المكتوب مرهون بصلاح اللسان القارئ والذهن الحاضر، هذه العلاقة متبادلة متعاضدة. إنك إذا قرأت الكتاب الفاضل كانت كتابتك فاضلة، وبكتابتك هذه وحسك بإمكانك أن تفصل بين الفاضل والدنيء في المسطور والمقروء. هي هكذا القراءة كلما أمعنت فيها أكثر ازددت بها كنوزا في اللغة وأحجار أساس لمسيرك الأدبي، إنها القراءة التي تجبرك على المسير بها والتتيم بحبها والولع بدربها الأروع والبقاء بكنفها وسرها في احتمال ما يجري ويدور في أزمنتنا الحادة.